بسم الله الرحمن الرحيم،
أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات،
ورؤساء الوفود المشاركة،
معالي السيد إيزياكا عبد القادر إمام، سكرتير عام منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرحب بكم جميعًا في مصر، وبالتحديد في العاصمة الإدارية الجديدة، بما تحمله من أبعاد ثقافية وحضارية وتنموية، وبالتأكيد فإن لكل دولة من دولنا تاريخًا وحضارة وثقافة، وكذا خلفياتها الاقتصادية التي تميزها، وهو الأمر الذي يعلي من قيمة منظماتنا، ويعزز من روح التضامن والتكامل والعمل المشترك فيما بيننا.
وأغتنم هذه المناسبة لأعرب عن بالغ تقديري للدكتور محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة لدولة بنجلادش الشقيقة، لما بذلته بلده من جهود متواصلة خلال رئاستها للمنظمة، كما أود أن أشكر سكرتارية المنظمة بقيادة السيد إيزياكا إمام على عملها الدؤوب وجهودها في الإعداد لهذه القمة.
الحضور الكريم،
تنعقد اليوم القمة الحادية عشر للمنظمة تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة نحو تشكيل اقتصاد الغد"، وهو عنوان له أكثر من دلالة، لتركيزه على الاستثمار في الشباب الذين يمثلون عماد أوطاننا في الحاضر والمستقبل، فضلًا عن أبعاده الاقتصادية المرتبطة بدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهي قاطرة حقيقية للتنمية في الدول النامية.
السيدات والسادة،
نجتمع اليوم في وقت يشهد فيه العالم ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص تحديات وأزمات غير مسبوقة تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، وتسود فيها كذلك الحمائية الاقتصادية والتجارية وازدواجية المعايير.
ولعل أبرز الشواهد على ذلك استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في تحد لقرارات الشرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع لدول أخرى مثلما حدث مع لبنان، وصولًا إلى سوريا التي تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد، واشتعال المنطقة من آثار سوف تطول الجميع سياسيًا واقتصاديًا.
وفي هذا السياق، وانطلاقًا من مسؤوليتنا المشتركة للتضامن مع الشعبين الفلسطيني واللبناني الشقيقين، فقد قررنا تخصيص جلسة خاصة خلال قمتنا اليوم عن الأوضاع في فلسطين ولبنان.
أصحاب الفخامة والمعالي،
تواجه الدول النامية تحديات جسيمة تعيق تحقيق تطلعات شعوبها نحو الرخاء والتنمية، فمع نقص التمويل وتفاقم الديون، وتوسع الفجوة الرقمية والمعرفية، وارتفاع معدلات الفقر والجوع والبطالة، خاصة في أوساط الشباب، تجد الدول النامية نفسها في صعوبة بالغة في تحقيق التقدم والنمو على نحو مقبول.
إن مواجهة تلك التحديات المركبة تتطلب تضافر الجهود لتعزيز التعاون المشترك، وتنفيذ مشروعات ومبادرات مشتركة في مختلف المجالات، وعلى رأسها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والزراعة والصناعات التحويلية والطاقة الجديدة والمتجددة، وخاصة الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى دعم تطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وعلى الرغم من تنوع المستويات الاقتصادية بين دولنا، إلا أننا نتفق جميعًا على أهمية تبادل الخبرات، والتجارب الناجحة، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومصر على أتم الاستعداد لمشاركة تجاربها المضيئة مع الدول الأعضاء، خاصة تجربتها في تنفيذ مبادرتي حياة كريمة، وتكافل وكرامة، ومشروعات البنية الأساسية والعمران.
وإيمانًا منا بأهمية إعطاء دفعة للتعاون المشترك بين دولنا، يسعدني أن أعلن عن إطلاق المبادرات التالية خلال رئاسة مصر للمنظمة:
أولًا: تدشين شبكة لمديري المعاهد والأكاديميات الدبلوماسية لتعزيز التعاون فيما بينها، وبناء قدرات الكوادر الدبلوماسية لمواكبة قضايا العصر الحديث.
ثانيًا: إطلاق مسابقة إلكترونية لطلاب التعليم ما قبل الجامعي في الدول الأعضاء في مجالات العلوم، والهندسة، والتكنولوجيا التطبيقية.
ثالثًا: تدشين شبكة للتعاون بين مراكز الفكر الاقتصادي في الدول الأعضاء لتبادل الأفكار والرؤى حول سبل الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والاستثماري، ومعدلات التجارة بين دولنا.
رابعًا: تدشين اجتماعات دورية لوزراء الصحة بالدول الأعضاء، واستضافة مصر للاجتماع الأول عام 2025 لمناقشة سبل تعظيم الاستفادة من التطبيقات التكنولوجية والعلمية المتطورة لتطوير هذا القطاع المهم.
كما أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعلـ.. لأعلن عن اعتزام مصر التصديق على اتفاقية التجارة التفضيلية التابعة للمنظمة، تأكيدًا لأهمية تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء.
وختامًا، أتمنى لكم جميعا التوفيق في مشاورات ومباحثات مثمرة لتحقيق أهدافنا ومصالحنا المشتركة، ولتلبية آمال وتطلعات شعوبنا في مستقبل أفضل بإذن الله تعالى.
أشكركم جميعا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (تصفيق)
بسم الله الرحمن الرحيم،
والآن اسمحوا لي أن نبدأ أعمال قمتنا، بالنظر في مشروع جدول الأعمال وفقًا لما تم تعميمه على الدول الأعضاء، واسمحوا لي هل توجد أي ملاحظات على البنود المقترحة على مشروع جدول الأعمال؟
في ضوء عدم وجود ملاحظات، إذن يُعتمد.
ألقيت الكلمة في القاهرة، بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث استضافت مصر القمة الحادية عشرة لمجموعة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي "مصر، نيجيريا، باكستان، إيران، إندونيسيا، ماليزيا، تركيا، بنجلاديش"، وذلك لمناقشة سبل دفع التنمية المستدامة في المنطقة، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية التي تهدد استقرار المنطقة والعالم.