واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، خرق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وتوغلت قواته في عدة مناطق في الجنوب، فيما أعربت قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل" عن قلقها إزاء استمرار عمليات التدمير التي ينفذها جيش الاحتلال في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فجر الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أكثر من عام من الضربات المتبادلة بين حزب الله وجيش الاحتلال.
ولا يتوقف جيش الاحتلال عن قصف منازل في الجنوب اللبناني، ومطلع ديسمبر/كانون الأول الحالي، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بخرقه اتفاق وقف النار في لبنان وقصفه عدة مناطق فيها، بزعم الهجوم على "مخربين وعناصر لحزب الله".
وقال الجيش اللبناني اليوم، عبر إكس، إن "العدو الإسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية".
وأشار إلى أن "قوات تابعة للعدو الإسرائيلي توغلت اليوم في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير"، لافتًا إلى أن الجيش اللبناني عزز انتشاره في هذه المناطق.
وأكد "تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار".
ونقل الشرق عن مصدر عسكري لبناني، لم يسمه، قوله إن التوغل الإسرائيلي في وادي الحجير أكبر خرق بري يحدث منذ إعلان وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن هناك اتصالات تجري لدفع إسرائيل إلى التراجع.
في سياق قريب، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية، اليوم، بأن قوةً من جيش الاحتلال توغلت في منطقة وادي الحجير بالجنوب اللبناني، واختطفت لبنانيًا يدعى حسام فواز يعمل في مقر كتيبة تابعة لليونيفيل، قبل أن تسلمه للصليب الأحمر.
من ناحيتها، شددت اليونيفيل على ضرورة وقف أي أعمال تهدد اتفاق وقف الأعمال العدائية الهشّ، معربة عن قلقها إزاء استمرار عمليات التدمير التي ينفذها جيش الاحتلال في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، ما يشكل انتهاكًا للقرار 1701.
وفي أغسطس/آب 2006، تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 1701، الدّاعي إلى وقفٍ كامل للعمليات القتالية في لبنان، ووضع نهاية للحرب الثانية بين إسرائيل ولبنان التي استمرت 34 يومًا حينها.
وقالت اليونيفيل في بيان "أكدت إسرائيل ولبنان التزامهما بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، ولمعالجة القضايا العالقة، فإن الطرفين مدعوان إلى الاستفادة من الآلية التي أنشئت حديثًا على النحو المتفق عليه في التفاهم".
وأكدت استمرارها في حثّ إسرائيل على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام، موضحة أنها تعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني الذي يعمل على تسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب.
واستمرت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.