احتفل عشرات آلاف السوريين، أمس، بسقوط نظام بشار الأسد في مختلف المدن في "جمعة النصر"، فيما أكد "بيان العقبة" ضرورة الوقوف خلف الشعب السوري واحترام إرادته والوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية، تزامنًا مع مخاطبة حكومة تصريف الأعمال في سوريا، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة للتدخل لوقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها بالجولان المحتل.
وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.
وشهدت مختلف المدن السورية، أمس، مظاهرات وُصفت بالتاريخية احتفالًا بسقوط بشار الأسد، واكتظت الشوارع والميادين الرئيسية في مدن مثل دمشق، ودرعا، وحماة، وحمص، والسويداء، واللاذقية، ودير الزور، وحلب، بعشرات الآلاف من السوريين الذين خرجوا للتعبير عن فرحتهم بما وصفوه بـ"النصر العظيم".
واحتشد سوريون في الجامع الأموي بدمشق لأداء أول صلاة جمعة بعد سقوط النظام، وانطلقت بعدها مسيرات ضخمة نحو ساحة الأمويين، التي غدت رمزاً للاحتفال، كما خرجت الاحتفالات في مختلف المدن.
في سياق قريب، أكد "بيان العقبة" الصادر عقب اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، اليوم في الأردن، "ضرورة الوقوف إلى جانب الشعب السوري واحترام إرادته وخياراته، والوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية في الأراضي السورية".
وشارك الاجتماع الذي عقد بمدينة العقبة وزراء خارجية الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر وأمين عام جامعة الدول العربية.
وأكد "بيان العقبة" ضرورة تعزيز مكافحة الإرهاب ومنع خطره على أمن سوريا والمنطقة والعالم، وإدانة توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق.
كما دعا "بيان العقبة" لحوار وطني شامل وتكاتف الشعب السوري لبناء دولة حرة آمنة ومستقرة وموحدة، مؤكدًا دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا والعمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا، ودعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية- سورية جامعة.
وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس الماضي، تهجير أهالي قريتين في الجنوب السوري مطالبًا بتسليم أسلحتهم، فضلًا عن تدخلات عسكرية سابقة باحتلال هضبة الجولان ومنطقة جبل الشيخ، واستيلائه على دبابات عسكرية تابعة للجيش السوري.
في السياق نفسه، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا وأمن شعبها. وذلك خلال استقباله، اليوم، مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكجورك.
من ناحيتها، طالبت حكومة تصريف الأعمال في سوريا، مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، بالتدخل واتخاذ إجراءات عاجلة لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها بالشمال، على نحو يشكل انتهاكاً لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وأرسلت حكومة تصريف الأعمال رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، للتأكيد على ضرورة وقف العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في سوريا.
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كلف زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، المهندس محمد البشير، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا.