حساب حكومة الإنقاذ على إكس
رئيس حكومة الإنقاذ محمد البشير يتفقد عددًا من المؤسسات في مدينة حلب، 3 ديسمبر 2024

"الشرع" يستعين برئيس حكومته في إدلب لإدارة المرحلة الانتقالية.. ومصر تدين "احتلال الجولان"

يوسف عقيل قسم الأخبار
منشور الاثنين 9 ديسمبر 2024

كلف زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، الشهير بأبو محمد الجولاني، اليوم، المهندس محمد البشير، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية في سوريا، في وقت تتوالى ردود الفعل على مجريات الأحداث في سوريا عقب سقوط الرئيس بشار الأسد أمس، ودخول المعارضة المسلحة دمشق والتقدم الإسرائيلي في الجولان.

وجاء قرار تشكيل الحكومة الانتقالية عقب اجتماع ضم الشرع، والبشير، ومحمد الجلالي، رئيس وزراء حكومة النظام السوري السابقة، بهدف التنسيق لنقل السلطة وتجنب حالة الفوضى في البلاد، وفق ما أوردته قناة الجزيرة.

وانهار نظام بشار الأسد بهروبه أمس بعد وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق، ودخولها القصر الجمهوري بعد 10 أيام فقط من بداية هجوم مباغت شنته هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا" من حلب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مستهدفة إحياء العملية السياسية في سوريا.

في غضون ذلك، تُجري الإدارة السياسية لدى الفصائل المسلحة المعارضة، لقاءات مكثفة مع بعثات دبلوماسية لبحث الأوضاع الأمنية والسياسية بعد إسقاط نظام الأسد، وفقًا لموقع الجزيرة والذي نقل عن الإدارة التزامها بتهيئة الظروف المناسبة لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين، مع الدعوة للمساهمة في بناء سوريا جديدة تقوم على العدالة والتنمية. 

والبشير شغل سابقًا منصب رئيس حكومة الإنقاذ السورية في مناطق نفوذ هيئة تحرير الشام في الشمال، وذلك منذ يناير/كانون الأول الماضي، والتي كانت تسيطر على مناطق واسعة من شمال غرب سوريا، بما في ذلك إدلب وأجزاء من ريفي حلب وحماة.

وُلد البشير عام 1983 في بلدة مشون بجبل الزاوية، وهو حاصل على شهادات في الهندسة الكهربائية والشريعة والحقوق. تولى عدة مناصب، منها وزير التنمية والشؤون الإنسانية، ومدير التعليم الشرعي في وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد، عقب الثورة السورية.

من جهة أخرى، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الاثنين، إن هناك "فرصة هائلة" لإجراء حوار يشمل كافة الأطراف بشأن الانتقال السياسي في العهد الجديد في سوريا بعد الإطاحة بالأسد، حسب فرانس 24.

وأضاف تورك خلال إفادة صحفية في جنيف "آمل أن يكون هناك حوار يشمل الجميع في ظل الأوضاع الحالية". وتابع "هناك فرصة هائلة لحدوث ذلك. وما رأيناه في البداية هو تعاون حقيقي"، داعيًا إلى محاسبة مرتكبي الجرائم السابقة في سوريا والحفاظ على الأدلة.

في غضون ذلك، هنأت حركة حماس السوريين بسقوط الأسد، قائلة في بيان حسب ما أورده موقع سكاي نيوز، "تبارك حركة حماس للشعب السوري الشقيق نجاحه في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والعدالة، وندعو كل مكونات الشعب السوري إلى توحيد الصفوف، ومزيد من التلاحم الوطني".

وأضافت "إننا في حركة حماس وشعبنا الفلسطيني نقف بقوة مع الشعب السوري العظيم، ونؤكد على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وعلى احترام الشعب السوري وإرادته واستقلاله وخياراته السياسية".

وكانت دمشق تحتضن في السابق مكتب حركة حماس، قبل أن تغادر الحركة إلى الدوحة في أعقاب اندلاع الثورة السورية، اعتراضًا على طريقة تعامل الأسد مع المتظاهرين.

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر، إن أسلوب معاملة هيئة تحرير الشام للأقليات في سوريا سيحدد موقف الحكومة الألمانية منها، حسب فرانس 24.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الألمانية "في الأشهر والسنوات الماضية، سعت هيئة تحرير الشام إلى النأي بنفسها عن أصولها الإسلامية المتشددة وعملت على بناء هياكل مدنية".

وكان رئيس الهيئة أحمد الشرع قال في بيان بثه التليفزيون السوري الرسمي، إنه لا مجال للعودة إلى الوراء وإن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011. وأضاف "المستقبل لنا"، حسب سكاي نيوز.

وتصنف الولايات المتحدة هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية في العام 2012، ثم صنفها مجلس الأمن التصنيف ذاته في عام 2014.

ومن جهة أخرى، أدانت مصر في بيان لوزارة الخارجية اليوم، بأشد العبارات "استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع القيادية المجاورة لها"، معتبرة ذلك "احتلالًا لأراضٍ سورية".

وأضافت مصر أن الاستيلاء الإسرائيلي في الجولان يعد "انتهاكًا صارخًا" لسيادة سوريا، و"مخالفة صريح لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974".

وتابع البيان "تؤكد مصر على أن الممارسات الإسرائيلية تخالف القانون الدولي وتنتهك وحدة وسلامة الأراضي السورية، وتعد انتهازًا لحالة السيولة والفراغ في سوريا لاحتلال مزيد من الأراضي السورية لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أمس الانتشار على هضبة الجولان لتأمين الحدود وحماية إسرائيل، في وقت زعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم، أن وجود قوات جيش الاحتلال في الأراضي السورية هو خطوة "محدودة ومؤقتة".