استقر مسؤولو اتحاد القبائل والعائلات المصرية على تسمية حزبهم الجديد "الجبهة الوطنية"، الذي أعلنوا عن نيتهم تأسيسه في وقت سابق من الشهر الجاري، ومن المقرر تدشينه غدًا الاثنين، حسبما أعلن وزير الإسكان السابق والأمين العام لاتحاد القبائل والعائلات المصرية عاصم الجزار.
وسبق أن قال عضو مجلس النواب السابق عاطف مخاليف لـ المنصة إن الجزار ألمح خلال اجتماع نظمه اتحاد القبائل والعائلات المصرية إلى تشكيل حزب سياسي منبثق عن الاتحاد.
ويهدف الحزب الجديد، حسب بيان للجزار، اليوم، حصلت عليه المنصة، إلى إثراء الحياة الحزبية والسياسية بمصر، كما يسعى "لصياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية وتدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات المقبلة"، ما اعتبره كل من رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة وأستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد "حديثًا سابقًا لأوانه"، وأن الحزب الجديد لا أفق له كما أن الغموض ما زال يسيطر على مبادئه وبرنامجه.
وفي الوقت الذي أكد الجزار سعي الحزب الجديد لإيجاد أرضية مشتركة تجمع كل التوجهات والتيارات الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، وفق رؤية يحتفظ فيها بمسافة واحدة بين الموالاة والمعارضة، أكد يمامة لـ المنصة أن "حديث المسافة الواحدة ذلك يليق بحزب حاكم وليس حزب جديد تحت التأسيس"، متسائلًا "هما مين؟ دا لسه حزب طالع جديد".
وحول مدى إمكانية انضمام حزب الوفد لتحالف انتخابي من هذا النوع مستقبلًا، قال يمامة "لما يبقى حزب ونشوف برنامجه إيه وقتها نبقى نقرر نتحالف معاه ولا لأ، وعمومًا لكي أتحالف مع حزب معين لازم يكون متوافق معايا في مبادئه ورؤيته السياسية"، مضيفًا "أنا بالنسبة لي هذا حزب مجهول".
وكان يمامة قرر مطلع الشهر الجاري فصل نائبه سليمان وهدان، عضو مجلس النواب من عضوية حزب الوفد، في أعقاب ظهوره بأحد مؤتمرات اتحاد القبائل والعائلات المصرية لتأسيس الحزب الجديد، مؤكدًا وقتها لـ المنصة أن وهدان "طلب من نواب برلمانيين تابعين لحزب الوفد الانضمام للحزب الجديد، وقالوا لي إنه بعت أسماءهم وعايز يدخلهم معاه في الحزب الجديد، لأنهم أصدقاؤه ودا ما ينفعش خاصة إنهم رفضوا".
في بيانه، أكد الجزار أيضًا أن تدشين الحزب يأتي في أعقاب عقد سلسلة من اللقاءات، على مدار الأسبوع الماضي، مع رموز النخب السياسية والوطنية والعلمية والاقتصادية وكذلك رموز القبائل وكبار العائلات المصرية وأيضًا مع الكوادر السياسية الشبابية الوطنية ورموز الفن والثقافة والإعلام.
وتأسس اتحاد القبائل العربية، برئاسة رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، مطلع مايو/أيار الماضي، وأعلن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسًا شرفيًا له، بهدف "توحيد صف القبائل العربية وإدماج كافة الكيانات القبلية في إطار واحد دعمًا لثوابت الدولة الوطنية ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها في كل الأزمنة"، قبل أن يتغير اسمه إلى اتحاد القبائل والعائلات المصرية.
وفي أكتوبر أعلن اتحاد القبائل والعائلات المصرية، تعيين المهندس عاصم الجزار، وزير الإسكان السابق أمينا عامًا له.
في المقابل، قال أستاذ العلوم السياسية وعضو الحركة المدنية الديمقراطية مصطفى كامل السيد إنه لا يظن أنه تمت دعوة أي من قيادات الحركة المدنية أو أحزابها المعارضة لتلك اللقاءات، مؤكدًا لـ المنصة أنه لا يجد أي فارق بين هذا الحزب والـ87 حزبًا القائمين فعليًا، متسائلًا "هل لهذا الحزب مبادئ أو برنامج غير تأييد السيد الرئيس؟.. لا أعتقد أن هذ الحزب سيضيف شيئًا جديدًا للحياة السياسية المصرية".
وحول موقف أحزاب الحركة المدنية من إعلان الجزار فتح الباب للتحالف مع أحزاب المعارضة، أكد السيد "أعتقد أن هذا الحزب ينشأ في كنف السلطة بالنظر إلى أن قياداته موزعين ما بين إما وزراء سابقين أو مسؤولين سابقين، وليس معروفًا عنهم اتخاذ أي مواقف مستقلة في مواجهة السلطة، فضلًا عن أننا حتى الآن لا نعرف عن هذا الحزب شيئًا، هذا حزب لا أفق له وغير معروف ما هي المبادئ التي يدافع عنها غير أنه حزب نشأ في رحم السلطة، ولا أظن أن الحركة المدنية باعتبارها حركة معارضة سوف تنضم لمثله".
وإلى ذلك، أوضح الجزار، في البيان، أن اللقاءات السياسية التي عقدها الحزب بعنوان "نلتقي.. ونتحاور.. نتشارك.. من أجل مصر"، استمع خلالها مسؤولوه لمختلف الرؤى والأفكار؛ للتوافق حول أولويات العمل الوطني والمصالح الأساسية والعليا للشعب المصري.
وخلال لقاء عقده مسؤولو الحزب الجديد بأحد فنادق مصر الجديدة، قبل نحو 10 أيام، نفى ضياء رشوان، بصفته أحد مؤسسي الحزب الجديد قطعيًّا ما يتردد حول سيطرة رجل الأعمال إبراهيم العرجاني على الحزب، قائلًا "العرجاني ليس عضوًا في الحزب ولن يكون"، فيما أكد الجزار "لن يكون هناك دور لإبراهيم العرجاني في هذا الكيان".
لكن الجزار، عاد ليؤكد خلال ذات اللقاء أن "اتحاد القبائل جمعية أهلية تحت مظلة القانون، ومن اللقاءات المتعددة وجدنا أنه يجب أن ينضم إلى هذا الكيان (يقصد الحزب)".