كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، هجماته على مختلف مناطق قطاع غزة، مركزًا على 3 مستشفيات شمال القطاع، في وقت تستمر آلياته في تقدمها شمال مخيم النصيرات لليوم الرابع على التوالي.
ويخضع شمال غزة لعملية برية عسكرية واسعة منذ 3 أشهر، دمر خلالها جيش الاحتلال مئات المنازل والبنايات السكنية والبنية التحتية، وحاصر المستشفيات، ومنع طواقم الإسعاف من العمل منذ شهرين.
وكثف جيش الاحتلال من استهدافه، الثلاثاء، لمستشفيات شمال القطاع الثلاثة؛ العودة والإندونيسي بجباليا وكمال عدوان ببيت لاهيا، حيث حاصرت الدبابات مستشفى الإندونيسي، وأجبرت الطواقم الطبية والمرضى ومرافقيهم على الإخلاء الفوري والتوجه نحو مدينة غزة.
وقال شاهد لـ المنصة إنه بعد إخلاء المستشفى دمر جيش الاحتلال كل مبانيه ومرافقه.
وزعم جيش الاحتلال أنه رصد عددًا من عناصر المقاومة داخل المستشفى قائلًا في بيان اطلعت عليه المنصة إن المقاومة "أطلقت قذائف مضادة للدروع على الجيش من محيط المستشفى خلال وقت سابق من العملية العسكرية في جباليا"، وأنه "سمح للطواقم الطبية والمرضى بالخروج من المستشفى قبل الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 5 مقاومين واعتقال عدد آخر من بينهم مشارك في اقتحام السابع من أكتوبر".
كما حاصر الاحتلال مستشفى العودة، وفجر روبوت بجواره، وأفاد شاهد لـ المنصة بأن الاحتلال عاد في ساعة متأخرة مساء الثلاثاء وفجر روبوتًا ثانيًا بجوار المستشفى.
أما مستشفى كمال عدوان، فقال مديره الدكتور حسام أبو صفية لـ المنصة إن الاحتلال وبعد تفجير روبوتات بجواره الاثنين الماضي، أرسل الثلاثاء مسيرات تحمل صناديق متفجرة كبيرة وألقت بها على المنازل المحيطة للمستشفى، مضيفًا "تسببت بانفجارات عنيفة تبعها اشتعال حرائق بالمنازل المحيطة بنا، وعرضت حياة كل من يفكر بالسير في ساحات المستشفى للخطر".
وأشار أبو صفية، إلى أنه لا يزال داخل المستشفى أكثر من 60 مريضًا وجريحًا وهم بحاجة لتلقي العلاج، مطالبًا بفتح مرر آمن لتوريد المستلزمات الطبية للمستشفى ووقف الهجمات الإسرائيلية التي تعرض حياة الطواقم الطبية والمرضى للخطر.
وفي السياق، نسف جيش الاحتلال عددًا من المربعات السكنية في بيت حانون شمال شرق القطاع، حسب شاهد لـ المنصة، فيما استهدف منزلًا بجباليا النزلة، ما أدى إلى مقتل 9 ضحايا، وهم صاحب المنزل وزوجته وأطفاله الخمسة وشابان من عائلة أخرى، فيما أصيب 5 من الجيران.
وتمكن النازحون المحاصرون في مدرسة تابعة لوكالة الأونروا بالمخيم الجديد شمال النصيرات من سحب جثماني ضحيتين لشاب وطفل استهدفهما الاحتلال قبل يومين، فيما لا تزال 3 جثامين ملقاة بالشارع.
وقال شاهد لـ المنصة إن "بعض الشبان النازحين خاطروا بحياتهم لسحب الجثامين التي تنهشها القطط والكلاب، لكنهم لم يتمكنوا من انتشال كافة الضحايا".
وقُتل شاب وأصيب 4 آخرون بقصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية وسط السوق المركزي بمخيم النصيرات، وأفاد شاهد لـ المنصة بأن الشقة تقطنها عائلة نازحة من شمال القطاع.
كما أصيب 12 آخرون، من بينهم طفلان و3 نساء في انفجار قنبلة ألقتها كوادكوبتر، مساء الثلاثاء، على باب مدرسة أبو عريبان بالنصيرات، التي تؤوي مئات النازحين إلى جانب مدرستين مجاورتين لها. وقال مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لـ المنصة إنهم وصلهم 4 مصابين جراحهم خطيرة.
واستهدف الاحتلال بصاروخ فجر الأربعاء منزلًا جنوب دير البلح ما أدى إلى مقتل شاب وإصابة 3، تبع ذلك استهداف شقة جنوب شرق مخيم النصيرات ما أدى إلى مقتل شابة وشاب وإصابة اثنين وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى، حسب مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
وفي خانيونس، قتل جيش الاحتلال مساء أمس شابًا وزوجته داخل خيمتهم، فيما أصيب أطفالهم الثلاثة إصابات خطيرة و4 من الجيران بإصابات طفيفة.
وتقع الخيمة ضمن المنطقة الإنسانية الآمنة التي حددها جيش الاحتلال للنازحين.
واستهدف الاحتلال بصاروخ فجر الأربعاء، منزلًا شرق خانيونس، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة 10، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.
في سياق متصل، قتل جيش الاحتلال 7 آخرين في عدة استهدافات منفصلة بمدينة غزة، مساء أمس، من بينهم اثنان من عناصر جهاز الدفاع المدني، إثر استهداف نقطة تابعة للجهاز. وأدان الدفاع المدني في بيان اطلعت عليه المنصة الحادث.
وأشار البيان إلى أن واحدًا من الضحايا قُتل هو وطفله الوحيد، حيث كان يحضر لوالده الطعام لحظة القصف، وكان قد قتل شقيقا الطفل في قصف إسرائيلي سابق خلال الحرب. كما قتل اثنان من المارة في الشارع على إثر استهداف نقطة الدفاع المدني.
وقُتلت سيدة حامل في قصف استهدف منزل عائلتها منتصف ليلة الأربعاء، بحي التفاح شرق مدينة غزة، وقال مصدر طبي لـ المنصة، إن الأطباء في مستشفى المعمداني تمكنوا من إخراج مولودها حيًا.
وقُتل شاب آخر كان يسير في الشارع لحظة استهداف شقة سكنية فارغة في شارع الصحابة وسط غزة، حسب مصدر صحفي لـ المنصة.
يأتي ذلك في وقت ارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي على القطاع إلى 45 ألفًا و338 قتيلًا، و107 آلاف و764 مصابًا، وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة الفلسطينية.
وفي مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، أعلن جيش الاحتلال، فجر الأربعاء، انفجار عبوة ناسفة في آلية عسكرية كانت تقل قائد فرقة يهودا والسامرة، وقائد لواء منشيه، جنين وطولكرم، الذي أصيب جراء الانفجار. وادعى الاحتلال أن إصابته متوسطة.