حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 6 ساعات متواصلة مدرسة تابعة لوكالة الأونروا شمال مخيم النصيرات تؤوي مئات العائلات، حيث قُتل طفل وتعرضت والدته لبتر في قدمها وأصيب 3 آخرين، وفق مصدر طبي في مستشفى العودة لـ المنصة.
وقال شاهد لـ المنصة إن جيش الاحتلال تقدم بآلياته العسكرية تحت غطاء كثيف من القصف تجاه المدرسة الابتدائية والمنازل المجاورة، مساء أمس، وحاصر ليس فقط المدرسة بل المنطقة، وأطلق روبوتات تجول في شوارع المخيم مطلقة النيران الكثيفة للتغطية على أعمال حفريات استمرت لأكثر من 6 ساعات، قبل أن ينسحب.
وقال مصدر في الإسعاف لـ المنصة إنهم تلقوا إشارة استغاثة من المواطنين داخل المدرسة المحاصرة، ومن مواطنين في منازلهم تفيد بوجود إصابات وضحايا، إلا أنهم عندما حاولوا الوصول للمكان، اضطروا للعودة بسبب إطلاق النار عليهم.
وعملت طواقم طبية بأدوات بسيطة متواجدة داخل المدرسة على تقديم الإسعافات الأولية للجرحى، حتى تمكنت الإسعاف من الدخول بعد انسحاب الاحتلال، حسبما أفاد بعض سكان المنطقة لـ المنصة.
وأوضح المصدر في الإسعاف تمكنهم من انتشال 4 ضحايا كانت جثامينهم ملقاة في الشارع، و8 مصابين بينهم إصابة خطيرة، وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، فيما وصل مستشفى العودة طفل ضحية حصار المدرسة ووالدته التي تعرضت للبتر نتيجة الاصابة بطلق ناري، و3 إصابات آخرين.
وفي خانيونس، قتل جيش الاحتلال مساء أمس 7 مواطنين بينهم طفل وطفلة، في قصف استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي التي صنفها الاحتلال منطقة إنسانية آمنة، وقال شاهد لـ المنصة إن الاحتلال استهدف الخيام بصاروخ من طائرة حربية ما أدى لاشتعال النيران في أكثر من 10 خيام.
وقال مصدر طبي في وحدة الإسعاف والطوارئ التابعة لوزارة الصحة لـ المنصة إنهم نقلوا 12 مصابًا و7 ضحايا نتيجة القصف.
وبخصوص المساعدات، استهدف جيش الاحتلال فجر اليوم عناصر تأمين للمساعدات خلال انتظارهم مرور الشاحنات لتأمينها ومنع سرقتها في منطقة المواصي، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينهم أطفال وإصابات خطيرة، حسب مصدر في الإسعاف لـ المنصة.
وعقب استهداف عناصر تأمين المساعدات بقرابة نصف ساعة، بدأت شاحنات تحمل مساعدات تابعة لوكالة الأونروا بالتدفق على الطريق الساحلي لمدينة رفح ثم خانيونس، بعد دخولها من معبر كرم أبو سالم.
وقال شاهد لـ المنصة إن عدد من الكوادكوبتر كانت تحوم على ارتفاعات منخفضة فوق الشاحنات، حيث تعرض عدد منها للسرقة من قُطاع طرق تحت مرأى جيش الاحتلال الذي يراقب طريق الشاحنات بكاميرات المسيرات.
وأشار الشاهد إلى أن الاحتلال لم يتدخل أو يقدم أي حماية للمساعدات الواردة عبر الشاحنات، في الوقت الذي لم يستطع فيه عناصر التأمين من التقدم باتجاه مناطق تواجد الاحتلال لتأمين وحماية الشاحنات من السرقة.
وأكد شاهد ثانٍ لـ المنصة أن أكثر من 40 شاحنة مساعدات وصلت إلى مقر صناعة الأونروا غرب خانيونس رغم تعرض بعضها للسرقة، موضحًا أن غالبية الشاحنات تحمل الطحين تمهيدًا لتوزيعه على النازحين.
وحول تطورات العملية العسكرية شمال قطاع غزة، قال شاهد لـ المنصة إن آليات الاحتلال العسكرية، تقدمت مساء الأحد باتجاه شارع السكة وسط بيت حانون، واقتربت من منازل المواطنين المأهولة بالسكان.
وأضاف "الدبابات تقدمت تحت غطاء كثيف من إطلاق القذائف المدفعية والرصاص على منازل المواطنين، لكن ولا حد قادر يتحرك من بيته أو يساعد إذا في ضحايا ومصابين، الحركة صعبة وخطيرة وإحنا محاصرين".
وكان جيش الاحتلال وجه آلياته ووسع من عمليته العسكرية باتجاه بيت حانون شمال القطاع، بعدما ركز خلال الأشهر الثلاث الماضية على جباليا وبيت لاهيا.
ولا يزال جيش الاحتلال يحاصر لليوم الثالث على التوالي مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا، حيث يتواجد أكثر من 60 مريضًا، بالإضافة للمرافقين وللكوادر الطبية والصحية في المستشفى، حسبما أفاد شاهد لـ المنصة من داخل المستشفى، مشيرًا إلى تكدسهم داخل الممرات بين غرف المستشفى التي تتعرض للقصف.
ونوه إلى وجود ضحايا داخل مبنى المستشفى وساحاته وفي محيطه بسبب القصف الإسرائيلي، قائلًا "في شهدا بالمستشفى ومحيطها صرلهم أيام ولا حد قادر يتحرك ويدفنهم".
يأتي ذلك في وقت ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 45 ألفًا و227 قتيلًا و107 آلاف و573 مصابًا، وفق آخر إحصاء لوزارة الصحة في القطاع قبل يومين.