ألغت أمريكا مكافأة رصدتها في وقت سابق بقيمة 10 ملايين دولار لاعتقال قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني".
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عرض عام 2017 مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الشرع.
وعقد دبلوماسيون أمريكيون بارزون، أمس، اجتماعًا مع الشرع الذي أطاح بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وناقشوا معه الانتقال السياسي في سوريا وأبلغوه أثناء زيارتهم لدمشق أنهم قرروا إلغاء مكافأة القبض عليه.
وشنت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار إلى روسيا لاجئًا.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، التي كانت ضمن الوفد الذي التقى الشرع أمس، إن اللقاء تضمن الكثير من"الرسائل الإيجابية" منها التزام الشرع بمحاربة الإرهاب.
وأضافت في مؤتمر صحفي "بدا الشرع براجماتيًا، وأبلغته أننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان ساريًا منذ سنوات عدة".
وتابعت "نريد إحراز تقدم بالاستناد على هذه المبادئ، أفعال وليس فقط أقوال"، مشيرة إلى أنها أكدت للشرع أهمية "التشاور الواسع خلال هذه الفترة الانتقالية".
وأكدت باربرا ليف "نحن ندعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية وملكية سورية تؤدي إلى حكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقيًا ودينيًا".
وقالت إدارة العمليات العسكرية في سوريا إن اللقاء شهد اتفاقًا مع واشنطن على ملاحقة مجرمي الحرب من نظام الأسد، مؤكدًا دور سوريا في تحقيق السلام الإقليمي وبناء شراكات استراتيجية مميزة مع دول المنطقة.
وأضافت، في بيان عقب اللقاء، أنه تم الاتفاق على تحقيق تمثيل شامل لمكونات الشعب السوري، وعلى تعزيز الاستقرار وتنمية الاقتصاد، فيما أكد الوفد الأمريكي التزامه بدعم الشعب السوري والإدارة الجديدة والوقوف إلى جانبها في مواجهة الملفات العالقة والتحديات الكبرى كمنطقة شمال شرق سوريا.
ولفت إلى الاتفاق على إتاحة الفرصة للشعب السوري للاستراحة من ويلات الحرب والنزاعات، وعرض برنامج التطوير والمأسسة الذي سيتم إطلاقه في سوريا الجديدة.
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفارتها في دمشق عام 2012. وقال المستشار المعين حديثًا دانيال روبنستين الذي سيقود جهود الخارجية الأمريكية في سوريا إن المسؤولين الأمريكيين سيأتون في زيارات أخرى. وأوضح "سنحاول القيام بها بحصافة وبتواتر على نحو عملي".
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني.
لكن مسؤولًا أمريكيًا لم تسمه واشنطن بوست، قال إن الولايات المتحدة لا تستبعد حذف هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب بعد تقييم مدى استقلالها عن تركيا "لنتعامل معها من أجل استقرار سوريا".
والخميس الماضي، طالب الشرع بشطب الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية ورفع العقوبات عن سوريا، الأمر نفسه الذي دعا إليه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مؤكدًا أن بلاده ستعيد النظر في هذا التصنيف.
فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، هيئة تحرير الشام إلى الوفاء بوعودها بالاعتدال إذا كانت تريد تجنب العزلة المفروضة على حركة "طالبان" الأفغانية.
وقال بلينكن، "أظهرت حركة طالبان وجهًا أكثر اعتدالاً، أو على الأقل حاولت ذلك، عندما سيطرت على أفغانستان، ثم ظهر وجهها الحقيقي، وكانت النتيجة أنها بقيت معزولة إلى حد كبير على الصعيد الدولي".
وعادت طالبان إلى السلطة عام 2021 بعد وقت قصير من انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان. وبعد بعض الانفتاح تجاه الغرب أعادت حكومة طالبان فرض تدابير تقييدية ضد النساء.
ولم تعترف أي دولة بحركة طالبان بوصفها حكومة شرعية، رغم أن الصين والإمارات قبلتا أوراق اعتماد السفيرين اللذين عينتهما الحركة.