زعم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم، أن وجود قوات جيش الاحتلال في الأراضي السورية هو خطوة "محدودة ومؤقتة"، وذلك عقب نقضهم اتفاق فض الاشتباك عام 1974، والتوغل في أراضي هضبة الجولان، مرجعًا تقدمهم إلى "ضمان أمن إسرائيل خلال حالة الارتباك عقب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد".
وأضاف ساعر، في مؤتمر صحفي، حسب ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط، أن المصلحة الوحيدة لدينا هي أمن إسرائيل.
وأعلن الوزير الإسرائيلي استهداف مواقع أسلحة كيماوية وصواريخ طويلة المدى "اشتبهنا بها في سوريا، من أجل منع وقوعها في أيدي أطراف عدائية".
ونبه بأن "زعماء المعارضة في سوريا لديهم أيديولوجية متطرفة وتوقعاتنا حقيقية"، حسب ما نقلته "الشرق الأوسط" عن وكالة رويترز.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن أمس انتشاره في الجولان، وهو الإعلان الذي أعقبه جولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المنطقة. كما أعلن استيلاء قواته على منطقة جبل الشيخ الحدودية السورية المحاذية لهضبة الجولان، عقب انسحاب الجيش السوري وسقوط نظام بشار الأسد بأقل من 24 ساعة.
والجولان تمتد على مساحة نحو 800 كيلومتر مربع، وهي موطن لنحو 20 ألفًا من الطائفة الدرزية ونحو 25 ألف إسرائيلي منتشرين في أكثر من 30 مستوطنة.
في غضون ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن توغلها في الجولان "خطوة مؤقتة ستستمر بضعة أيام إلى بضعة أسابيع، حتى تستقر الأوضاع على طول الحدود"، حسب ما أورده موقع أكسيوس الأمريكي.
وفي سياق متصل، قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تعمل مع كثير من الدول الأخرى في الشرق الأوسط، لمنع وقوع الأسلحة الكيماوية التي كان يمتلكها نظام الأسد في الأيدي الخطأ، حسب ما نقلته الشرق الأوسط عن أكسيوس.
وصرح المسؤول لموقع أكسيوس الإخباري بأن تركيز إدارة بايدن في الأيام الأخيرة انصب على الأسلحة الكيماوية السورية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "تتابع بدقة عالية"، وضع مخزون الأسلحة السورية، وأن خبراء الاستخبارات الأمريكيين يعتقدون أن الأمر لا يزال تحت السيطرة.
وأضاف "نحن نتخذ تدابير حكيمة للغاية بشأن هذا الأمر.. نحن نفعل كل ما في وسعنا لضمان عدم توفر هذه المواد لأي شخص".
وأكمل "نريد التأكد من تدمير الكلور والمواد التي هي أسوأ بكثير، أو تأمينها. هناك كثير من الجهود في هذا الصدد مع الشركاء في المنطقة".
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن رئيس هيئة الاستخبارات الميجر جنرال شلومي بيندر التقى أمس مع الرئيس الروحي للطائفة الدرزية موفق طريف، وذلك في أعقاب سقوط النظام السوري.
وأضاف أدرعي عبر إكس، أن رئيس هيئة الاستخبارات والشيخ طريف بحثا تطورات المشهد في سوريا وتأثيراته على الطائفة الدرزية.
ويعيش نصف الطائفة الدرزية في الأراضي السورية، أما الباقي فيعيشون في الجولان المحتلة تحت سيادة إسرائيل.
وانهار نظام بشار الأسد بهروبه أمس بعد وصول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق، ودخولها القصر الجمهوري بعد 10 أيام فقط من بداية هجوم مباغت شنته هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا" من حلب في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مستهدفة إحياء العملية السياسية في سوريا.