تراجعت مساحات زراعة القمح الموسم الحالي منذ بداية موسم الزراعة منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وحتى الآن، بنحو 100 ألف فدان عن الفترة نفسها من الموسم الماضي، حسب مصدر مطلع على ملف زراعة القمح بوزارة الزراعة لـ المنصة.
وتستهدف الحكومة، ممثلة في وزارة الزراعة، زيادة المساحات المزروعة من القمح خلال الموسم الحالي بنحو 250 ألف فدان، لتصل إجمالي المساحات المزروعة إلى 3.5 مليون فدان، بهدف الحد من فاتورة الاستيراد، حسب مساعد وزير الزراعة لقطاع الخدمات والمتابعة أحمد عضام في تصريح سابق لـ المنصة.
وقال المصدر، طالبًا عدم نشر اسمه، إن حجم المساحة المزروعة بالقمح منذ بداية الموسم بلغ نحو 2.6 مليون فدان، مقارنة بـ2.7 مليون فدان في الفترة نفسها من الموسم الماضي، مشيرًا إلى أن بعض التحديات تعوق تحقيق الوزارة مستهدفها بالوصول إلى 3.5 مليون فدان بنهاية يناير/كانون الثاني المقبل.
وأضاف أن الأسابيع الأولى من موسم زراعة المحاصيل الشتوية شهدت إقبالًا كبيرًا من الفلاحين على زراعة محاصيل أخرى بخلاف القمح لأنها أكثر ربحية، بينها البرسيم وبنجر السكر والفاصوليا.
وأوضح أن البرسيم يحقق عائدًا يتراوح بين 40 و50 ألف جنيه للفدان، فيما يحصل الفلاح على 45 ألف جنيه لفدان القمح تشمل تكاليف الزراعة والربح معًا، مما يجعل البرسيم خيارًا أكثر جاذبية اقتصاديًا.
ولفت إلى أن محصول البرسيم يعطي "5 حشات" في الفدان، بقيمة 60 ألف جنيه، وبعد نهاية الحشة الأخيرة يعطي متوسط 200 كيلو بذور رباية للتقاوي، بقيمة 40 ألف جنيه، ويبدأ زراعته من شهر أكتوبر/تشرين الأول إلى مايو/أيار، بمتوسط 45 يومًا للحشة الواحدة.
كما أشار إلى منافسة محصول بنجر السكر أيضًا، الذي ينتج عن الفدان نحو 25 طنًا كمتوسط، بقيمة 2400 جنيه للطن، بإجمالي 60 ألف جنيه للفدان، بجانب أن شركة السكر تعطي الفلاح نحو 20 ألف جنيه قبل الزراعة "تحت الحساب" كتشجيع للزراعة.
وتابع المصدر أن زراعة الفاصوليا تعطي ربحًا كبيرًا يصل إلى 60 ألف جنيه في الفدان، مقابل تكاليف زراعتها التي لا تتجاوز 10 آلاف جنيه، ومدة زراعتها ثلاثة أشهر فقط، بالإضافة إلى زراعة الفول الذي يجني الفلاح من ورائه ربحًا كبيرًا يصل إلى 60 ألف جنيه في الفدان.
وبشأن تأثر مصر بتراجع مساحات القمح المزروعة، قال أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة نادر نور الدين، إن انخفاض معدلات زراعة القمح في أي دولة مستوردة يزيد الضغوط على حجم الطلب العالمي ما يرفع السعر حتمًا.
واكتفت وزارة التموين والتجارة الداخلية بـ3.6 مليون طن قمح محلي استلمتها من المزارعين خلال الموسم الماضي، دون مد لفترة الاستلام مثلما فعلت الموسم الذي سبقه عندما تسلمت فيه 3.8 مليون طن.
وسجلت واردات مصر من القمح خلال الفترة من يناير وحتى منتصف نوفمبر الحالي 13.5 مليون طن، لتحقق أعلى رقم منذ 10 سنوات، فيما نمت بنحو 35% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسب وثيقة رسمية حصلت عليها المنصة.