أمرت النيابة العامة بشبين الكوم بالمنوفية باستدعاء 4 محامين للتحقيق معهم بتهمة احتجاز أحد موظفي المحكمة والتعدي عليه بالسب والقذف. وذلك بعد أيام قليلة من الإفراج 6 محامين في مطروح سبق أن قُضي بحبسهم سنتين مع الشغل وعامين آخرين تحت المراقبة بتهمة "التعدي على موظفي المحكمة".
وحددت النيابة جلسة تحقيق يوم الأحد المقبل، لسماع أقوال كل من المحامين تامر صبحي وأحمد جودة، ومريم منير، ونهاد حازم، في التحقيقات التي تجريها النيابة العامة في القضية رقم 10557 لسنة 2022 إداري قسم شبين الكوم.
ومن جانبه، قال مجدي السطوحي وهو من أفراد هيئة الدفاع عن المحامين الأربعة للمنصة، إن المحامين ما زالوا يناقشون ما إذا كانوا سيتجاوبون مع استدعاء النيابة.
وأوضح السطوحي أن الواقعة التي تجري بشأنها التحقيقات في تلك القضية شهدتها محكمة شبين الكوم في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مشيرًا إلى أن الموظف مقدم البلاغ يعمل بمحكمة استئناف شبين الكوم، ومتهم بالتعدي على محامٍ ومحامية بالضرب، وأحدث بهما إصابات ثابتة مقدم بشأنها تقارير طبية للنيابة، وتثبت إصابة المحامية مديحة ياسر صلاح بانزلاق غضروفي جراء تعدي الموظف عليها.
وأشار السطوحي إلى أن الواقعة بدأت "برفض الموظف استلام دعاوى استئناف على أحكام صادرة بحق وكلاء أحد مكاتب المحاماة، حيث كان مكلفًا بإيداع تلك الاستئنافات الزملاء محمود بندق ومديحة ياسر، المحاميين المتدربين بالمكتب، وإزاء رفض الموظف استلام تلك الاستئنافات اشتكاه إلى مديره في العمل، والذي وجهه بتسلمها، وعلى أثر ذلك تعامل معهم بطريقة غير لائقة".
وتابع السطوحي أنه "لدى مطالبة الموظف من قبل زميلنا محمود بالتعامل بطريقة لائقة، تعدى عليه بالضرب وأحدث بوجهه وبرقبته كدمات وسحجات، وحينما حاولت الزميلة مديحة تخليص زميلها من يده تعدى عليها هي الأخرى بأن دفعها بشدة فارتطمت بحائط الممر على النحو الذي تسبب في إصابتها بانزلاق غضروفي عنقي، لم تغادر على أثره منزلها حتى اليوم".
وشرح السطوحي أنه "في أعقاب ذلك تجمع عدد كبير من محامين شبين الكوم ومن بينهم المحامين الأربعة المطلوب سماع أقوالهم في القضية، في ساحة المحكمة وحرروا محضرًا ضد الموظف وطالبوا النيابة العامة بالتحقيق معه، إلا أنه انصرف من المحكمة في مواعيد العمل الرسمية دون أن يتم سماع أقواله أو التحقيق معه".
ونفى السطوحي عن زملائه الأربعة تهمة احتجاز الموظف المشار إليه، مؤكدًا أن "تجمع المحامين في المحكمة يومها لم يكن بغرض احتجازه أو التعدي عليه، وإنما جاء للمطالبة بالتحقيق معه، وكان ذلك في حضور عدد من القيادات الأمنية بشبين الكوم"، متسائلاً "كيف لنا أن نحتجزه في حضور مأمور مركز الشرطة ورئيس المباحث الجنائية؟".
وأكد السطوحي أن "اتهام ذلك الموظف للمحامين الأربعة باحتجازه، لا يمثل سوى محاولة منه لإجبار الزميلين المعتدى عليهم بالتنازل عن محضرهم المقام ضده، وأنهم متمسكون بضرورة إحالته للمحاكمة استردادًا لحق زميليهم".
ولم يخف السطوحي تخوف محامين شبين الكوم من تكرار سيناريو محامي مطروح الستة، بأن تصدر النيابة قرارًا بحبسهم على ذمة القضية لإجبارهم على التنازل عن محاضرهم ضد الموظف، لافتًا إلى أنهم لم يقرروا حتى الآن الامتثال لقرار النيابة العامة بحضور التحقيق بجلسة يوم الأحد المقبل من عدمه، وأن الأمر ما زال خاضع للمناقشة بينهم خوفًا من تكرار أزمة مطروح.
وأدين المحامون الستة الأسبوع الماضي بالتعدي على ثلاثة موظفين بمحكمة مطروح، وصدرت بحقهم أحكام مشددة،
قبل أن يتنازل الموظفون عن دعواهم ويعدلون عن أقولهم بأن ما جرى "لم يتعد كونه مجرد مشادة كلامية"، وا أن المحامين الستة المتهمين لم يعتدوا عليهم بالضرب.
وتعود الواقعة إلى يوم الخميس 5 يناير الجاري عندما نشبت مشادة كلامية بين المحامي سيد أبو السويطية الذي كان ينهي بعض الإجراءات في المحكمة، وثلاثة من موظفيها، تطورت إلى عراك بالأيدي وفقًا لما أخبر به المنصة مصدر قضائي حضر الشجار. ولم توجه النيابة أية اتهامات للمحامي الذي بدأت معه المشادة.
وتتكرر وقائع حبس محامين، بعضها خلال مزاولة عملهم، إذ توجه لهم تهم إهانة السلطة القضائية، وأشهرها قضية مغاغة التي تعود أحداثها إلى العام 2013، والتي قضت المحكمة فيها بحبس 116 محاميًا سنة مع إيقاف التنفيذ وذلك في العام 2019.
وسبقت أزمة المحامين تلك، أزمة أخرى تتعلق بالفاتورة الإلكترونية التي اعترض المحامون على تطبيقها عليهم، ونظموا أكثر من وقفة داخل النقابة شهدت حشدًا كبيرًا.